يحتل استخدام مؤشرات التذبذب مكانة بارزة جدًا في عالم التداول، سواء كنت ما تزال مبتدئًا أو كنت محنكًا ومحترفًا للتداول منذ سنوات. وتعتمد مؤشرات التذبذب على معادلات حسابية ويتم تصنيفها باعتبارها إحصاءات استقرائية. وفي الفوركس، تشكل هذه المؤشرات جزءًا مهمًا جدًا في التحليل الفني بسبب استخدامها في تأكيد الاتجاهات في السوق، وتعطي هذه المؤشرات إشارة عندما تكون إحدى الصفقات في وضع تشبع الشراء أو تشبع البيع، كما تقوم هذه المؤشرات بإبلاغ المتداول عندما تكون حركة السوق على وشك الانعكاس بسبب فقدان الزخم.
تتأرجح معظم أنواع مؤشرات التذبذب بالقرب من خط الأساس، حيث إنها متجذرة بالقرب من قاع المخطط البياني للسعر . وبدون شك فإن خط الأساس سيختلف حسب مؤشر التذبذب والطريقة الحسابية المستخدمة. والأمر المشترك بين مؤشرات التذبذب هو استخدام خط الصفر، ولكن تميل هذه المؤشرات إلى استخدام خطي الأساس 50 و 100 في كثير من الأحيان.
عندما يقوم مؤشر التذبذب بعبور خط الأساس، تصدر إشارة شراء أو إشارة بيع. وإذا كنت ستقوم بالجمع بين مؤشر التذبذب وتحليل الاتجاه، سيتم مضاعفة قوة الإشارة. وبناء على ذلك، فالإشارات التي تنشأ عن تقاطع خط الأساس يجب أن تكون مقترنة مع المسار السائد للاتجاه.
نظرًا لأن بعض مؤشرات التذبذب تكون ذات حدود، من الطبيعي أن تحتوي هذه المؤشرات على حدود علوية وسفلية. وأكثر الحدود شهرة هي صفر و 100؛ وبعبارة أخرى فإن مؤشر التذبذب يتحرك في نطاق منحصر بين صفر و 100.
وتحتوي هذه الأنواع من مؤشرات التذبذب ذات الحدود على حدود محددة مسبقًا لمناطق تشبع الشراء وتشبع البيع.
ومن بين أشهر الحدود المعروفة لمناطق تشبع الشراء وتشبع البيع الحدين 70/30 بالنسبة لمؤشر القوة النسبية (RSI)، والحدين 80/20 بالنسبة لمؤشر ستوكاستيك (Stochastics)، والحدين 100/-100 بالنسبة لمؤشر قناة السلع (CCI).
وإذا تحرك مؤشر التذبذب فوق مستوى تشبع الشراء (أي الحد العلوي للمؤشر)، يشير ذلك إلى أن السعر يتم تداوله عند مستويات مرتفعة جدًا، مما يعني أن فتح أي صفقات شراء جديدة قد يكون محفوفًا جدًا بالمخاطر.
وعلى النقيض، فإذا تحرك مؤشر التذبذب تحت مستوى تشبع البيع (أي الحد السفلي للمؤشر)، يشير ذلك إلى أن فتح أي صفقات بيع جديدة قد يكون محفوفًا جدًا بالمخاطر لأن الأسعار يتم تداولها عند مستويات منخفضة جدًا.
وقد يتمسك المتداولون بالقواعد السابقة، باستثناء في المراحل المبكرة من الاتجاه الجديد. فبمجرد ظهور اتجاه جديد، تميل مؤشرات التذبذب إلى التحرك بسرعة كبيرة إلى مناطق تشبع البيع وتشبع الشراء، مما يشير إلى أن المتداول قد يفكر في عدم فتح أي صفقات شراء أو بيع جديدة. ولكن في هذه الحالة يمكن تجاهل تلك القاعدة الخاصة.
التباعد أو الدايفرجينس "Divergence" من الطرق الأخرى لتحليل مؤشرات التذبذب؛ وهو طريقة مفيدة جدًا، ولاسيما عندما يكون للاتجاه زخمًا ويكون مؤشر التذبذب قد وصل إلى مستويات متطرفة. ويعتبر التباعد بين السعر ومؤشر التذبذب بمثابة إشارة إلى أن الاتجاه المعني يقترب من نهايته وأنه من المحتمل جدًا حدوث انعكاس أو تماسك. على سبيل المثال، إذا كان السعر يسير في اتجاه صعودي ويقوم بتكوين قمم أعلى من القمم السابقة وقيعان أعلى من القيعان السابقة، ولكن مؤشر التذبذب لا يقوم بتكوين قمم أعلى من القمم السابقة، فهذا تحذير بخصوص ما يطلق عليه مصطلح "التباعد السلبي" وأنه من المحتمل حدوث انعكاسات هبوطية.
ومن ناحية أخرى، إذا كان السعر يتحرك في مسار هبوطي، ويقوم بتكوين قمم أدنى من القمم السابقة وقيعان أدنى من القيعان السابقة في طريقه، ولا يقوم مؤشر التذبذب بتكوين قيعان أدنى القيعان السابقة، فهذه إشارة بوجود تباعد إيجابي وأنه من المرجح حدوث انعكاسات صعودية.
ويعتبر التباعد، في جوهره، تحذيرًا في مرحلة مبكرة. ويقوم المؤشر بتنبيه المتداول بخصوص الانعكاس المحتمل قبل أن يصبح الانعكاس الحقيقي مرئيًا. وصحيح أن هذا هو حلم كل متداول ولكن من المهم عدم نسيان أن المؤشر هو مجرد تحذير وليس ضمانًا وليس إشارة بيع أو إشارة شراء! ويجب على المرء أن يتحلى بالصبر وأن يراقب انعكاسات السعر قبل فتح أي صفقات جديدة. وإياك أن تنسى أبدًا أن: السعر هو الزعيم!
غالبية المتداولين يستخدمون مؤشرات التذبذب. تستمد مؤشرات التذبذب قيمتها من حقيقة أنها تؤكد مسار الاتجاه، بالإضافة إلى كونها إشارات لفرص البيع و/أو الشراء. وتعطي مؤشرات التذبذب تحذيرات بخصوص مستويات الأسعار المتطرفة بالإضافة إلى إنها تنبه المتداول عندما يقترب الاتجاه الحالي من نهايته. وتشتهر مؤشرات التذبذب أيضًا بأنها تنبه المتداولين بخصوص الانعكاسات وشيكة الحدوث قبل ظهورها على المخطط البياني. ولا تنسى أن مؤشرات التذبذب يجب دائمًا أن يتم استخدامها مع تحليل المخططات البيانية للأسعار.
إخلاء المسؤولية: تتكون هذه المادة المكتوبة/المرئية من آراء وأفكار شخصية. لا ينبغي تفسير المحتوى باعتباره يتضمن أي نوع من النصائح الاستثمارية و/أو الحض على القيام بأي معاملات. ولا ينطوي المحتوى على أي التزام بشراء خدمات استثمارية أو يضمن أو يتنبأ بما سيكون عليه الأداء في المستقبل. ولا تضمن شركة FXTM أو المنتسبين إليها أو وكلاءها أو مديريها أو مسئوليها أو موظفيها دقة أو صحة أو التوقيت المناسب أو كمال أي معلومات أو بيانات واردة ولا يتحملون أي مسؤولية فيما يتعلق بأي خسارة ناجمة عن أي استثمار تم على أساسها.
التحذير بشأن المخاطر: تداول المنتجات القائمة على الرافعة المالية مثل الفوركس والعقود مقابل الفروقات يحمل مستوى مرتفع من المخاطر. ولا ينبغي عليك المخاطرة بأكثر مما يمكنك أن تتحمل خسارته، ومن المحتمل أن تخسر أكثر من استثماراتك الأولية. ولا ينبغي أن تقوم بالتداول إلا إذا كنت تفهم فهما تاما المدى الحقيقي لتعرضك لمخاطر الخسارة. ويجب عليك عند التداول أن تأخذ في اعتبارك على الدوام مستوى خبرتك. إذا بدت المخاطر التي ينطوي عليها التداول غير واضحة بالنسبة لك، يرجى الاستعانة بمشورة مالية مستقلة.