كشف أسرار المتوسط المتحرك الآسي

تعلم الفوركس

المتوسط المتحرك هو أحد أكثر المؤشرات استخدامًا في الأسواق المالية.

وشأنه شأن معظم المؤشرات، من السهل جدًا تطبيقه على الرسم البياني للسعر – ليس عليك إلا سحبه على الأسعار. وتتميز تفسيراته بأنها صريحة جدًا؛ الشراء فوق خط المتوسط المتحرك أو البيع تحته. وليس من المستغرب أن يقوم الكثيرون من المتداولين المعتمدين على التحليل الفني، بل والمتداولين المعتمدين على التحليل الأساسي، باستخدام هذا المؤشر في تحليلاتهم وتداولهم.

وبطبيعة الحال فإن للمتوسطات المتحركة "أشكال" متعددة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك المتوسط المتحرك البسيط، والمتوسط المتحرك ذو الوزن الحسابي المرجح، والمتوسط المتحرك الهندسي، والمتوسط المتحرك الآسي، والمتوسط المتحرك المثلث، والمتوسط المتحرك المعدل وفقًا للحجم، والمتوسط المتحرك المتغير.

وإذا كنت حديث العهد بالمتوسطات المتحركة، قد تتساءل أي من هذه الأنواع الكثيرة من المتوسطات يناسبك.

المتوسط المتحرك البسيط (الحسابي)

يبدأ معم المتداولين تجربتهم مع المتوسط المتحرك البسيط (الحسابي) في المراحل المبكرة من مسيرتهم في التداول.

ويتم حسابه عن طريق إضافة سعر الإغلاق الخاص بعدد من الشموع (مساوي للفترة الزمنية للمتوسط المتحرك) وبعد ذلك قسمة هذا الرقم على العدد الإجمالي للأسعار . وتعرف النتيجة باسم المتوسط. ويتم عندئذ تجاهل أقدم سعر (أي حذفه من عملية الحساب) ويتم تطبيق نفس المعادلة على الأسعار التالية. وبذلك، فإنه يصبح المتوسط المتحرك.

على سبيل المثال، حساب المتوسط المتحرك البسيط لفترة 5 يبدأ بالأسعار من المؤشر 7 إلى 3، ثم يتم حذف سعر المؤشر 7 ويتضمن المتوسط التالي أسعار المؤشر من 6 إلى 2، وبعد ذلك يتم حذف سعر المؤشر 6 وتستخدم عملية الحساب الجديدة أسعار المؤشر من 5 إلى 1:

فيما يلي معادلة حساب المتوسط المتحرك البسيط في شكل مفهوم رياضي:

المتوسط المتحرك البسيط = [السعر(n) + السعر(n-1) + السعر(n-2)  + … + السعر(1)] / n

حيث n هي فترة المتوسط المتحرك.

ومع ذلك، فعندما يكتسب المستثمرون قدرًا أكبر من الخبرة في التداول، يبدأون في فهم عيوب المتوسط المتحرك البسيط. فكون المتوسط المتحرك من المؤشرات المتأخرة "lagging" التي تعتمد على البيانات التاريخية السابقة يجعله لا يأخذ في الاعتبار إلا الأسعار الموجودة في الفترة الزمنية ويعطي وزنًا مساويًا لجميع الأسعار في تلك الفترة. وفي محاولة لمعالجة هذه الأنواع من المشاكل، ابتكر المحللون الفنيون طرقًا أخرى للحساب، والتي من بينها المتوسط المتحرك الآسي (EMA).

المتوسط المتحرك الآسي (EMA)

تعالج هذه الطريقة التحيزات المتأصلة في المتوسط المتحرك البسيط، وتحديدًا المشاكل المتعلقة بإعطاء وزن مساوي لجميع الأسعار، نظرًا لأن هذه الطريقة لا تأخذ في الاعتبار إلا الأسعار في الفترة المحددة مسبقًا. وفي حقيقة الأمر، يأخذ المتوسط المتحرك الآسي في الاعتبار في طريقة حسابه جميع الأسعار المتاحة، ويعطي وزنًا أكبر لأحدث الأسعار. ومع ذلك، فإن كون المؤشر من المتوسطات المتأخرة ما يزال عيبًا قائمًا.

 فيما يلي معادلة حساب المتوسط المتحرك الآسي

المتوسط المتحرك الآسي = (السعر(i)*P)+(المتوسط المتحرك الآسي (i-1)*(1-P))

حيث p هي الفترة و i هو مؤشر الشمعة.

وهذه معادلة رياضية ارتدادية حتى أكثر المتداولين خبرة سيجدون صعوبة في فهمها. وربما سيكون من الأسهل فهم المعادلة إذا كتبناها بطريقة أخرى. على سبيل المثال:

المتوسط المتحرك الآسي = (السعر _الحالي – المتوسط المتحرك الآسي _السابق) * المضاعف + المتوسط المتحرك الآسي _السابق

حيث المضاعف = 2/الفترة +1

دعونا نلق نظرة على طريقة حساب المتوسط المتحرك الآسي لفترة 10. لاحظ أن أقدم متوسط متحرك آسي (أي للمؤشر 10) يتم حسابه باعتباره المتوسط المتحرك البسيط للأسعار السابقة.

المضاعف = 2/ (الفترة + 1)

                   = 2 (10+1)

                   = 2/11

                   = 0.18182

عدد الفترات

يعتبر تحديد عدد الفترات المستخدمة مع المتوسط المتحرك الآسي إحدى المشاكل الكبيرة التي يواجهها المتداول.

وهناك بعض المتغيرات التي يجب أخذها في الاعتبار عند اتخاذ قرار بشأن تواتر المتوسط المتحرك، وتشمل ما يلي:

• اتفاق السوق
• ثابتة
• التقلب
• الأمثلية
• الدورة الرئيسية السائدة

في سوق الأسهم، نلاحظ أن المتداولين يقومون عادة بالاعتماد على المتوسطات المتحركة التي يبلغ طولها 200 فترة. وفي سوق صرف العملات الأجنبية، تكون الفترة أقصر بكثير من ذلك، وفي بعض الأحيان تكون 50 أو 20 أو 10. كما أن التقلبات في السوق المعني قد تكون عاملاً حاسمًا أيضًا. فالأسواق ذات الاتجاه الواضح تعني فترات أقصر، بينما يشير انخفاض التقلبات إلى فترات أطول من أجل تحاشي التحركات الخادعة " whipsaws" أو (الإشارات الكاذبة). كما أن الأمثلية بشكل متكرر هي طريقة أخرى لتحديد "أفضل" فترة محتملة. ومن ناحية أخرى، يستخدم بعض المتداولين فترة ثابتة لجميع الأسواق وجميع الأطر الزمنية. القرار قرارك!

تحليل الاتجاه

يعتبر تحديد الاتجاه أحد أسهل الطرق لاستخدام المتوسط المتحرك. فعندما ترتفع الأسعار فوق الخط، يمكن أن يكون هناك تحركًا صعوديًا يوشك أن يتشكل.

ومن ناحية أخرى، فعندما تهبط الأسعار تحت الخط، يمكن أن يكون هناك تحركًا هبوطيًا يوشك على البدء.

وتجعل المتوسطات المتحركة تحديد المستويات المتطرفة أمرًا سهلاً جدًا. فعندما تكون الأسعار أعلى بكثير من المتوسط المتحرك، قد تكون هذه إشارة إلى بلوغ مستويات تشبع الشراء. وعندما تكون الأسعار أدنى بكثير من المتوسط المتحرك، فهذه إشارة إلى أنه ربما قد تم بلوغ مستويات تشبع البيع.

التفسير

على غرار المتوسط المتحرك البسيط، يتم إصدار إشارة شراء عندما يتحرك السعر فوق المتوسط المتحرك. وبالمثل، يتم إصدار إشارة بيع عندما تنخفض الأسعار تحت المتوسط المتحرك. ومن أجل تحاشي الإشارات الكاذبة، يجب أن يتم تأكيد السعر في معظم الأحيان. على سبيل المثال، فحتى يتم إصدار إشارة شراء فإنه يجب أن يتم الإغلاق فوق خط المتوسط المتحرك. وبالمثل، يجب حدوث إغلاق تحت المتوسط المتحرك لإصدار إشارة بيع.

وبدون شك، فالتحركات الخادعة " whipsaws" أو الإشارات الكاذبة تظل أحد أهم عيوب المتوسطات المتحركة. ومن الطرق المستخدمة لتقليلها الانتظار حتى يتحول "طرف" خط المتوسط المتحرك ليصبح صعوديًا قبل وضع أمر الشراء، أو حتى يشير طرف الخط بشكل هبوطي قبل وضع أمر البيع. وغني عن البيان أن جميع الإشارات يجب أن يتم تأكيدها بواسطة السعر نفسه.

وبالطبع فإنه يمكن استخدام المتوسطات المتحركة جنبًا إلى جنب مع المؤشرات ومؤشرات التذبذب الأخرى من أجل إمداد المتداولين بقدر أكبر من الدقة والتحديد.

الخاتمة

يعتبر المتوسط المتحرك الآسي من الأدوات المفيدة ويمثل جزءًا لا يتجزأ من ترسانة أدوات كثير من المتداولين. وقد ساعد على جعله الأداة التي يختارها متداولين كثيرين ما يتميز به من بساطة في التعرف على الاتجاه، بالإضافة إلى أن هذه الطريقة تعالج أسباب الانتقادات الموجهة إلى المتوسط المتحرك البسيط. ومع الأسف، فجنبًا إلى جنب مع التأخر في الإشارات، يمكن أن تتسبب الإشارات الكاذبة في مصاعب عندما تكون السوق ذات اتجاه جانبي.